البدع التي هي أقل من هذا المستوى، هي محرمة لكنها لا تخرج من الملة، هذه لا شك أن الاتحاد مع هؤلاء في وجه العدو الواحد، العدو المشترك، عندك أشعري، عندك ما تريدي، عند بعض الفرق التي بدعهم ليست مكفرة، ثم جاء عدو مشترك، كافر مثلاً، فنستفيد من هؤلاء، لا شك، قد يستفاد من الأشعري في الرد على المعتزلي الذي هو أشد منه بدعة، وقد يستفاد من المعتزلي الرد على اليهودي والنصراني من هو أعظم منه فهذا موجود، وكوننا نستفيد، نستفيد، لكن يبقى أنهم ليسوا معنا، وليسوا منا على المنهج الذي تركنا عليه النبي -عليه الصلاة والسلام-.

يتوسع بعضهم في أهل السنة، ويدرج فيها ثلاثة فرق، فيجعل الفرقة الأولى: الأثرية، وإمامهم الإمام أحمد، الفرقة الثانية: الأشعرية، وإمامهم أبو الحسن الأشعري، والفرقة الثالثة: الماتريدية، وإمامهم أبو منصور الماتريدي، فيجعلون هذه الفرق الثلاث من أهل السنة والجماعة، لكن لا شك أن هذا توسع غير مرضي، لماذا؟ لأنه إذا قلنا: أن الأثرية عملوا بالسنة ولم يخالفوها لا في الاعتقاد ولا في الفروع، فحق لهم أن يطلق عليهم أهل السنة، والإمام أحمد -كما هو معروف- إما أهل السنة، لكن إذا جئنا إلى الأشعرية هل يعملون بالأحاديث ويقرون ما فيها كما جاءت؟ هل يثبون ما أثبته الله -جل وعلا- لنفسه في كتابه أو أثبته له نبيه -عليه الصلاة والسلام- على مقتضى منهج سلف الأمة؟ لا، عندهم مخالفات كبيرة، عندهم مخالفات لمنهج السلف الصالح، فعلى هذا إدخالهم في أهل السنة توسع لكنه غير مرضي، فعلى هذا نعرف الإنسان وما يعتقده وننظر إلى شخصه أيضاً، قد يكون شخص يعتقد مثل اعتقاد الثاني، ولكن نعذر هذا ولا نعذر هذا، نلين مع هذا ونشدد مع هذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015