لكن لو قال مثلاً: الرز أفضل من القمح مثلاً، أفضل ويؤجر الإنسان على أكله أكثر مما يؤجر على هذا، ويتعبد في هذا، نقول: ابتدعت يا أخي، لأنك اخترعت قولاً لم يسبق له شرعية من كتاب ولا سنة.
هذه البدع وكلها ضلالة، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- فكيف نقول: إن من البدع التي قرر النبي -عليه الصلاة والسلام- إنها ضلالة نقول: واجبة؟ نقول: هناك بدع واجبة، ومثلوا لها بالرد على المخالفين، المخالفين الرد عليهم، ودحض أقوالهم وشبههم واجب، نقول: لكنه ليس ببدعة، له أصل في القرآن, له أصل في السنة، وله أصل من عمل سلف الأمة، فليس ببدعة أصلاً، ويبقى أنه واجب على الكفاية وقد يتعين على بعض الناس، قالوا: هناك بدع مستحبة، كبناء المدارس والأربطة؛ لأن التعليم مستحب وسنة، فما يعين عليه فهو سنة، نقول: هذا ليس ببدعة، لأن الوسائل لها أحكام المقاصد، فهو مشروع، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وكذلك ما لا يتم المندوب إلا به فهو مندوب شرعاً، هذه قواعد كلية مقررة في الشريعة، فليست ببدع والبدع المباحة قالوا: كالتوسع في ألوان الطعام والشراب وغيرها من الأمور التي هي في الأصل مباحة تبقى أنها بدع لكنها مباحة، كيف نقول بدع مباحة وبدع واجبة وبدع مستحبة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((كل بدعة ضلالة))؟.
أما البدع المكروهة والبدع المحرمة هذا لا نختلف معهم فيها، لأن هناك من البدع الخفيفة جداً قد لا تصل إلى درجة التحريم، ومنها البدع التي تصل إلى درجة التحريم، ومنها البدع المغلظة التي فيها ما يخرج من الملة، وهذا السائل يقول: تكثر بين الحين والآخر دعوات لتوحيد الصفوف الفرق الإسلامية، وأنه لا فرق بينها، وأنها تعتبر آراء، لا، ليست بآراء فقط، إذا كانت في العقائد، بدع تعبد لله -جل وعلا- بما لم يسبق له شرعية من الكتاب والسنة هذه ليست آراء فقط، هذه في صميم الدين، ليست آراء فقط، وإنما ينظر في المبتدع وبدعته، فإن كانت بدعته كبرى مغلظة تخرج من الملة فهذا شأنه كغيره ممن لا ينتسب إلى الدين، ولو انتسب إلى الدين إذا كانت بدعته مكفرة، فهذا ضرر والاتحاد معه ضرر محض، بل يجب هجره.