وقد أجمع أهل التأويل، وقد أجمع أهل التأويل، على أن الملائكة يدخلون الجنة على أهل الجنة ويخرجون منها، يدخلون الجنة على أهل الجنة ويخرجون منها، وقد دخلها النبي -عليه الصلاة والسلام- ليلة الإسراء ثم خرج منها، وأخبر بما فيها، وأنها هي جنة الخلد حقاً.
وأما قولهم: إن الجنة دار القدس وقد طهرها الله تعالى من الخطايا فجهل منهم، فجهل منهم، وذلك أن الله تعالى أمر بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة، أن يدخلوا الأرض المقدسة، وهي الشام.
وأجمع أهل الشرائع على أن الله تعالى قدسها، وقد شوهد فيها المعاصي والكفر والكذب، ولم يكن تقديسها مما يمنع فيها المعاصي وكذلك دار القدس.
يعني هذا التقديس كوني وإلا شرعي؟ نعم .... التقديس شرعي، يعني يجب أن تقدس، لكن ما قدست، أما لو كان أمراً كونياً ما وقع خلافه.
وقال أبو الحسن بن بطال: وقد حكى بعض المشايخ أن أهل الجنة، أو أن أهل السنة، وقد حكى بعض المشايخ أن أهل السنة مجمعون على أن جنة الخلد التي أهبط منها آدم -عليه السلام-، أن جنة الخلد هي التي أهبط منها آدم -عليه السلام-، فلا معنى لقول من خالفهم فلا معنى لقول من خالفهم.
وقولهم: كيف يجوز على آدم في كمال عقله أن يطلب شجرة الخلد وهو في دار الخلد؟ أن يطلب شجرة الخلد وهو في دار الخلد؟ فيعكس عليهم، يعني بدلاً من أن يكون هذا دليلاً لهم، يكون دليلاً عليهم، فيعكس عليهم ويقال: كيف يجوز على آدم وهو في كمال عقله أن يطلب شجرة الخلد في دار الفناء؟! إذا قلنا: أنه في دار الخلد كيف يطلب شجرة الخلد وهو في دار الخلد، أنتم تقولون: هو في دار الفناء في الأرض، كيف يطلب شجرة الخلد وهو في دار الفناء، مع كمال عقله؟ هذا ما لا يجوز على من له أدنى مسكة من عقل فكيف بآدم الذي هو أرجح الخلق عقلاً على ما قال أبو أمامة على ما يأتي.
ثم ذكر قول أبي أمامة: "لو أن أحلام بني آدم منذ خلق الله الخلق وضعت في كفة ميزان ووضع حلم آدم في كفة أخرى لرجحهم".
ومعلوم أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أشرف وأعظم من آدم عليهما -الصلاة والسلام-، فيستثنى من هذا.