يقول ابن كثير: "وسيأتي تقرير ذلك في الأعراف إن شاء الله تعالى".

ونحن نذكر كلام القرطبي؛ لأن ابن كثير أحال عليه.

يقول القرطبي في تفسيره: "الجنة: البستان، الجنة: البستان، وقد تقدم القول فيها، ولا التفات لما ذهبت إليه المعتزلة والقدرية من أنه لم يكن في جنة الخلد وإنما كان في جنة بأرض عدن، وإنما كان في جنة بأرض عدن".

يقول القرطبي: "واستدلوا على بدعتهم" يعني المسألة مسألة عقدية الآن صارت بين أهل السنة والمعتزلة والقدرية، فتبحث على أساس أنها مسألة عقدية، واستدلوا على بدعتهم بأنها لو كانت جنة الخلد لما وصل إليها إبليس، بأنها لو كانت جنة الخلد لما وصل إليها إبليس، فإن الله تعالى قال: {لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} [سورة الطور: 23]، يعني إبليس، ما الذي جعله يطرد من رحمة الله وجعله يستحق اللعنة؟ العصيان، ترك الأمر الإلهي الرب -جل وعلا- يقول: {اسْجُدُواْ لآدَمَ} [سورة البقرة: 34]، ورفض أن يسجد، فهل في هذا ما يمنع أنه يدخل الجنة قبل ذلك، قبل اللعن والطرد؟ ما في ما يمنع، يقولون: واستدلوا على بدعتهم بأنه لو كانت جنة الخلد لما وصل إليها إبليس، فإن الله تعالى قال: {لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ}، وقال: {لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا} [سورة النبأ: 35]، وقال -جل وعلا-: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا* إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} [سورة الواقعة: 25 - 26]، وهذا النفي لسماع اللغو والكذاب والتأثيم، ولا يسمعون منهم الذين نفي سماعهم؟ هم أهلها الذين خلقهم الله لها، يعني بعد استقرارهم فيها.

وأنه لا يخرج منها أهلها لقوله: {وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [سورة الحجر: 48] وأيضاً فإن جنة الخلد هي دار القدس قدست عن الخطايا والمعاصي تطهيراً لها وقد لغا فيها إبليس وكذب وأخرج منها آدم وحواء بمعصيتهما.

قالوا أيضاً –يعني المتعزلة والقدرية- قالوا: وكيف يجوز على آدم مع مكانه من الله وكمال عقله كيف يجوز على آدم مع مكانه من الله وكمال عقله أن يطلب شجرة الخلد وهو في دار الخلد والملك الذي لا يبلى؟

هذه من أدلتهم، من أدلتهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015