النداء الخامس والعشرون في الآية الخامسة والثلاثين بعد المائة من سورة النساء: يقول ربنا تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء:135].
قرأ ابن عامر وحمزة بن حبيب: (وإن تلووا) بضم اللام وواو ساكنة بعدها على أنها فعل مضارع من ولي يلي ولاية، وولاية الشيء هي الإقبال عليه، وقرأ الباقون: (وإن تلووا) بإسكان الواو وبعدها واوان: الأولى: مضمومة، والثانية: ساكنة على أنه فعل مضارع من لوى يلوي، يقال: لويت فلاناً حقه إذا لم أعطه.
سبب نزول هذه الآية المباركة كما روى ابن المنذر من طريق ابن جريج عن مولى لـ ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانت البقرة أول سورة نزلت ثم أردفتها سورة النساء قال: فكان الرجل يكون عنده الشهادة قبل ابنه أو ابن عمه أو ذوي رحمه فيلوي بها لسانه أو يكتمها؛ لما يرى من عسرته، حتى يوسر فيقضي حين يوسر، فنزلت: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ)).