هذه الآية المباركة أفادت تحريم انتهاك شعائر الله عز وجل المكانية والزمانية، فنحن مأمورون بتعظيمها، فنعظم الأشهر الحرم، ونعظم بيوت الله، وأنبياء الله، وأولياء الله، وحرمات المسلمين، وكتاب الله سبحانه وتعالى، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل العلم، فهذه كلها شعائر نحن مأمورون بتعظيمها {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32] وسواء كانت هذه الشعائر زمانية أو مكانية.
ثم أيضاً الأشهر الحرم لابد من تعظيمها، ومن عصى الله فيها فإثمه عظيم.
وأفادت الآية: حرمة التعرض لما أهدي إلى البيت الحرام، وحرمة التعرض لمن سعى إلى البيت الحرام بنسك حاجاً كان أو معتمراً.
وأفادت الآية كذلك: إباحة التلبس بالنسك، وهذا منصوص عليه في قوله سبحانه: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة:198].
وأفادت الآية: أن العدل واجب مع الموافق والمخالف، كما قال سبحانه: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا} [المائدة:8] حتى مع من تبغضونهم وحتى مع من يخالفكم في الدين، فهذه هي العدالة المطلقة {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة:8].
وأفادت الآية كذلك: أن الظلم لا يقابل بمثله مما فيه معصية لله عز وحل؛ لأن الله لا يمحو الخبيث بالخبيث، ومثاله: لو أن إنساناً لا يتقي الله سب أباك وأمك فلا تكن مكافئتك إياه بأن تسب أباه وأمه؛ لأن هذا تعد على من ليس له ذنب فلا تسب أباه ولا تسب أمه.
وكذلك أفادت الآية: وجوب التعاون على البر والتقوى، وحرمة التعاون على الإثم والعدوان، ووجوب تقوى الله عز وجل على كل حال.