المكروه السابع: فرقعة الأصابع، أي: غمز مفاصلها حتى تحدث صوتاً، لحديث معاذ عند البيهقي: (الضاحك في الصلاة والملتفت والمفرقع أصابعه بمنزلة واحدة)، وهذا الحديث ليس صحيحاً؛ لأن في إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف، ولا يخفى أن في المتن نكارة؛ لأن الضاحك في الصلاة صلاته باطلة، والملتفت صلاته ليست باطلة، وإنما فعله ذلك مكروه، فكيف نجمع بين الضاحك والملتفت والمفرقع أصابعه؟ فالمفرقع أصابعه فعله عبث، وأقل أحواله الكراهة.
وقد يقال: لم نأتي بهذا الحديث مع كونه ضعيفاً؟
و صلى الله عليه وسلم أن هذه المذكرة كتبت على مذهب مالك رحمه الله، فما هو مذكور هاهنا هو مذهب مالك رحمه الله، فنذكره وبعضه نرد عليه، ولذلك أتيت بالحديث نقلاً من مذهب مالك، ثم عقبت عليه بأنه ضعيف.
ولكن العلماء جميعاً ينصون على أن فرقعة الأصابع في الصلاة مكروهة؛ لأنها عبث، فإذا كنا نهينا عن الأفعال الكثيرة في الصلاة كحك البشرة وإصلاح الرداء فمن باب أولى ننهى عن الفرقعة؛ لأن الحك قد يحتاج إليه الإنسان، أما الفرقعة فلا يحتاج إليها.