بعض العلماء قُيَّد كـ المظفر الأبيوردي على روايته للحديث، وصدعه بكلمة الحق، لكنه صَبَر واحتسب في ذات الله عز وجل، وعُدَّ ذلك مكسباً عظيماً، قال:
تنكر لي خصمي ولم يدرِ أنني أَعُّز وأحداث الزمان تهونُ
فبات يريني الخصم كيف اعتداؤه وبت أُريهِ الصبر كيف يكونُ
تلوت هذين البيتين على فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، فصحح لي مساراً في البيتين، لأن فيها خطأ فقلت:
تَنكَّر لي دهري ولم يدرِ أنني أعز وأحداث الزمان تهون
وصدق ابن عثيمين وأنا معه، وأنسخ من الآن البيتين، وأرد كلمة (دهري) والبيتان في ديوانه، وأقول:
تنكر لي خصمي ولم يدرِ أنني أعز وأحداث الزمان تهونُ
فرحم الله ابن عثيمين، ورحم الله المظفر الأبيوردي الشاعر الكبير المطبق.
وابن رشيد الأندلسي وعَظَ النصارى في الأندلس، فقيدوه فلطموه وجلدوه وحبسوه، فقال:
إن كان عندك يا زمان بقية مما يهان بها الكرام فهاتِها
يقول: بقي القتل تعال بالقتل، حيَّا الله القتل في سبيل الله {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} [الحج:36].