تجد المنشورات والدوريات أكثرها عن الهوايات، شباب وأبناء لا إله إلا الله، وأحفاد أبي بكر وعمر، شُغلُهم الصور، وهوايتهم المراسلة، يريد أن يكون مراسلاً في الحياة.
الطفل الذي يعيش في باريس أو في موسكو أو في واشنطن، هذا طفل يعيش في بلاد الله، في بلاد الإسلام له رسالة أخرى، مراسلته أن يرسل لا إله إلا الله في الأرض، مراسلته: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) مراسلته: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة:67] رسالتنا: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1].
الهواية الثانية: جمع الطوابع، فشبابنا في الابتدائية والمتوسطة والثانوية أكثرهم يقولون: هوايتي جمع الطوابع.
كيف يجمع الطوابع؟ وهل عنده وقت يجمع الطوابع؟ وما الفائدة من جمع الطوابع؟
ويأتي آخر، فيقول: ما هي اللعبة التي تناسبك؟ فيأتون بصورة اللعبة، حتى إن بعض الأطفال يلعبون بالطائرات والدراجات والساعات حتى يبلغ العاشرة وهل هذه لعب للأطفال، وقد كان ابن عباس في العاشرة يفتي الأمة.
ابن عباس في الثامنة من عمره دخل على ميمونة بنت الحارث كما في الصحيحين وحفظ لنا حديث: {اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض، ولك الحمد رب السموات والأرض، ولك الحمد الحديث}.
كان ابن عباس يدخل مع عمر رضي الله عنه في مجلس الشورى -الندوة العالمية- ويحضر وهو شاب عمره فوق البلوغ بسنوات، وبعضهم الآن لا يجيد أن يأخذ غرضه من السوق، ولا يمكن أن ينهي بيعه وشراءه.
محمد بن القاسم خاض معركة بين الهند والسند وعمره سبع عشرة سنة وانتصر.
إن السماحة والريادة والندى لـ محمد بن القاسم بن محمد
قاد الجيوش لسبع عشرة حجة يا قرب ذلك سؤدداً من مورد
ومن الاشتغال بالتوافه مسابقة الضياع، انظر الآن لبعض المجلات، كل المسابقات ليس فيها شيء لا من الكتاب ولا من السنة، ولا من الأدب الإسلامي ولا من التاريخ الإسلامي، يقول: هذه الأرقام العمودية إذا جعلتها أرقاماً أفقية تخرج لك اسم دولة عربية عاصمتها كذا، وتظل تفكر ساعة ونصف حتى تعرفها، فهذه تسمى مسابقة الضياع، إلهاء الأمة حتى تسقط في الهاوية، لكن اسألوا عن آية، أو عن ترجمة صحابي، أو في معلومة نافعة.