راد الله عز وجل أن يهيئ فئة من الناس ليثبتوا الجهاد الصحيح الإسلامي، فلما دوخ بالحكم الظالم في كابول، وتولى الحكم الشيوعي هناك، عادت روسيا بقواتها وبعتادها وصواريخها وطائراتها، فسيطرت على بلاد الأفغان، فقام ثلة من عباد الله يشهدون أن لا إله إلا الله، ورفعوا لا إله إلا الله، ونزلت جبال الأفغان تتحدى من السهول وهم يحملون السيوف ويحملون البنادق البسيطة وعلى الخيول وهم يقولون:
نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
وبالفعل صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، لقد أذاقوا روسيا الويلات، حتى يقول ريجان الرئيس الأمريكي وهو يتهزر ويضحك على الروس لأنهم ضحكوا عليه في فيتنام، يقول: لقد دوخ المجاهدون الأفغان روسيا صفعة لم تنساها أبد الدهر، لقد لقنوها صفعة، وبالفعل لقد خجلوا بها بين العالم ولقد ضحكوا على عقول الروس، وانسحبوا، وكان أحدهم يرفع هذه الإشارة، كأنه سلم، وانتصر وذلك في جنيف، عندما وقع بعض الممثلين عن المجاهدين ألا يهاجموا الروس وقت الانسحاب، انظروا الاستسلام! انظروا الاستهزاء والذلة! الاتحاد السوفيتي الذي يعد نفسه من كبريات الدول، بل من الدولتين العظيمتين، يطلب من المجاهدين أن يعطوه عهداً وميثاقاً ألا يضربوه حتى ينسحب، فماذا فعل المجاهدون؟ ما تركوه، بينما تنسحب قواته من قندهار وغيرها إلى الشمال لتزحف؛ أطلقوا عليها مائتين وعشرة صواريخ، ويقول عبد رب الرسول سياف: إننا سوف نلاحقهم حتى في موسكو لننتصر منهم لأن البلاد ليست بلادهم لأنها بلاد الله.
وقال حكمتيار: إلى متى هذه المجازر والمذابح وقد سلم الروس بالانسحاب، قال: نذبح منهم حتى نكافئ العدد الذي ذبحوا منا، ثم نرى هل نرى لهم أحقية في بلادهم أم لا؟ كلام يشبه هذا.
ولذلك هذا الجهاد لما قام، ورأيتم كرامات الله ونصر الله سبحانه وتعالى:
يا أمة النصر والأوراح أثمان في شدة الرعب ما هانوا وما لانوا
هم الرعود ولكن لا خبوت لها خسف ونسف وتدمير وبركان
كم ملحد ماجن ظن الحقوق له زفوا له الموت مراً وهو مجان
وبلشفي أتى كالعير منتخياً رأى المنايا فأضحى وهو جعلان
ردوه كالقرد لو بيعت سلامته بشعبه لشراها وهو جذلان
فروا على نغم البازوك في غسق فقهقت بالكلاشنكوف نيران
يسعى فيعثر في سروال خيبته في أذنه من رصاص الحق خرصان
حينها يوم رفعت الراية، ماذا فعل الخميني؟ ليته وقف موقف الحياد، لكن في أول الجهاد يقول: سوف أدمر الروس سوف أزيح روسيا عن أفغانستان، لتصبح إيران وأفغانستان دولة واحدة، ومضت الأيام، وليته سكت واختفى، لكن نصب جنوده في مشارف الطرقات يردون المجاهدين ويسلبون القوافل، ويرسل الصواريخ على مخيمات المجاهدين ويتعامل مع روسيا، ويمد أنابيب الغاز في شركة إيرانية روسية، ليسعف الروس أعداء الله عز وجل بالغاز، فإذا هو العميل والعدو والضال والذي نصب العداء لعباد الله عز وجل، خمسة آلاف خبير روسي الآن يعملون عند الخميني في تشغيل كثير من قواته وعتاده، لكنه نقول له مت بغيضك.
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً أبشر بطول سلامة يا مربع
رسالة الله سوف يبقيها، والمجاهدون سوف ينتصرون، وبلاد الله سوف ترتفع، والحرمان سوف يبقيان عتيقان عتيدان قويان طاهران، والقرآن سوف يبقى رسالة خالدة يشق طريقه، وسوف يقيم دعائمه في مشارق الأرض.
كل سماء في السماء لنا وكل أرض في الأرض لنا.
هذا موقفه من الجهاد الأفغاني، موقف متخاذل، موقف عدائي، موقف يطعن في ظهور المجاهدين من الوراء ومن الخلف، ولذلك أعلن زعماء المجاهدين الأفغان أنه قد أضر بهم إضراراً بيناً، وقد أساء بجهادهم وأساء بقتالهم أيما إساءة فعليه من الله ما يستحقه.