وهناك كتاب: أمل والمخيمات الفلسطينية، وكثير من الرسائل والمحاضرات تتحدث عن هذا، يوم أتى وأعلن أنه سوف ينصر الفلسطينيين نصراً مؤزراً وأنه سوف يدخل القدس منتصراً، وأنه سوف يسحق إسرائيل، وسوف يزيلها من على وجه الأرض، ويقول آية الله منتظري: لقد دربت عشرة آلاف لدخول فلسطين أرادت إسرائيل ذلك أم أبت، حينها ارتاح الفلسطينيون لهذا، وصفقوا، وقاموا وقعدوا إلا من رحم الله، وزاروه وأثنوا عليه، وقالوا: هذا هو فجرنا وأملنا، وهذا هو نصرنا إن شاء الله، وما هي إلا أيام وليالٍ، وإذا طائرات الخميني تذهب فتغلط في مسارها، وتحول وجهتها، وإذا صواريخه التي سوف يدكدك بها إسرائيل فيدكدك بها العراق، وغيرها من بلاد الإسلام.
وإذا بجيوشه وبحرسه الثوري، يتحول عن مساره، وإذا القضية الفلسطينية تضيع، وليته وقف، ليته أخذ الحياد وسكت، لكنه عاون إسرائيل، وباركت إسرائيل ثورته، وأخذت صحف إسرائيل تنشر المقالات وصور الخميني في الصفحات الأول بعد الثورة بسنوات، ثم نفاجأ وإذا بـ حزب أمل يزحف على مخيمات الفلسطينيين فيسحقها سحقاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا، يسحقها لماذا؟ لتنتصر إسرائيل، فأين العهود؟ وأين الانتصارات؟ وأين الزعزعة؟ وأين تلك الجعجعة التي سمعناها؟ ولكن:
فإما أن تكون أخي بصدق فأعرف منك غثي من سميني
وإلا فاطرحني واتخذني عدواً أتقيك وتتقيني
وفي الأخير استقرت الرؤية، وظهر الحق ووضح للناس أنه عميل، وأنه يريد أن يدخل إسرائيل بلاد الإسلام ويتعاون معها، بالفعل تعاون حقيقة لا نقول هذا هيجاناً ولا حماساً ولا عاطفة، ولكن بحقائق وكتب، ونقولات ومنشورات ومحاضرات.