كلمة للإخوة الكويتيين

Q نريد من فضيلة الشيخ همسة حب، ولفتة محب للأمة بعد انجلاء الغمة، وخصوصاً لإخواننا الضيوف علينا، أعني: الكويتيين، فتفضلوا جزاكم الله خيراً.

صلى الله عليه وسلم تكرار الكلام يكلف على النفس، وقبل ليلتين كانت هناك محاضرة في جامع التركي بعنوان: واجب الأمة بعد زوال الغمة، فلا أريد أن أكرر الكلام الذي قيل، ولكن أستغلها فرصة، وأغتنمها مناسبة؛ فأحمد الله عز وجل على أن رد هذا الشعب إلى أرضه، وأهنِّئ هؤلاء الإخوة والجيران الأشقاء على أن عادوا، ولكن مع التهنئة أوصيهم ونفسي بتقوى الله، وأن يحمدوا المنعم سبحانه، وأن يسجدوا له سجود الشكر، فقد كان عليه الصلاة والسلام إذا انتصر سجد لله سجود الشكر، ثم إني آمرهم أن يقيموا أوامر الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في أنفسهم وفي مجتمعاتهم، قال الله تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج:41] هذا ما أريد أن أقوله.

بقيت مسألة وهي: كيف نعبر عن النصر؟ هناك محاضرة في مسجد الذياب في حي السلي، وسوف يكون فيها لفتات عن التعبير عن النصر، كيف نعبر عن النصر؟ هل نعبر عن النصر بحفلات الاختلاط، وبالسهرات الحمراء، وبالغناء، وبتعدي حدود الله؟ لا التعبير عن النصر يكون بالخضوع لله، والشكر له سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وتحكيم شرعه، والانضواء تحت مظلة لا إله إلا الله محمد رسول الله، والتشرف بحمل وثيقة إياك نعبد وإياك نستعين.

وأقول للإخوة الكويتيين: تأملوا وتفكروا في حالتين: تلك الليلة التي شردتم فيها من دياركم، وأخرجتم من أهلكم وذويكم، من الهلع والخوف والمشقة والغربة والأسى واللوعة، وهذه الليلة التي تعودون فاتحين منتصرين راجعين إلى أماكنكم، فاحمدوا الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فهو الذي ردكم وهو الناصر وحده، كما قال عليه الصلاة والسلام: {لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015