Q إن رمضان شهر الجهاد، ولنا إخوان يجاهدون في سبيل الله في أفغانستان وغيرها، فما هو واجبنا تجاه هؤلاء المجاهدين في سبيل الله في هذا الشهر المبارك؟
صلى الله عليه وسلم هؤلاء المجاهدون اجتمع عليهم في رمضان جهادان: جهاد الأنفس وجهاد الأعداء الكفار، جهاد بالسلاح وجهاد الجوع والظمأ والمشقة، ونحن -والحمد لله- في أمن واستقرار، أزال الله عدونا، ونحمده سُبحَانَهُ وَتَعَالَى على أن أسبل علينا ثوب الأمن، وعلى أن حمانا من العدو الظالم المعتدي، الذي أراد أن يجتاحنا، فوالله لولا نصر الله ما انتصرنا، ولولا أن الله كتب أن ننتصر ما سحق هذا العدو، وكما قلت لكم: ما أشهاها وما أحسنها أن يعفر وجه البعث بالتراب! يقول أبو تمام:
ما ربع مية محفوفاً يطوف به غيلان أبهى لها من خدها التيب
لما رأت أختها بالأمس قد خربت كان الخراب لها أعدى من الجرب
رمى بك الله جنبيها فحطمها ولو رمى بك غير الله لم يصب
من الذي أصاب؟ إنه الله {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال:17] ولولا أن الله كتب لنا النصر لاجتاحنا العدو، ولصمنا رمضان في بلاد أخرى، لكن لله الحمد على أن حمانا ورعانا ووقانا وكفانا، فنسأله أن يزيدنا أمناً وإيماناً واستقراراً وإخواننا في أفغانستان يحتاجون إلى المدد، فهم فقراء يحتاجون إلى من يطعمهم، وإلى من يعطيهم ويكسوهم، وأنتم قد عودتمونا وعودتم العالم أنكم أنتم الذين تبذلون الأرواح، وليس الدراهم والدنانير فقط، فأبناؤكم هم الذي سحقوا تحت الدبابات في أفغانستان، وقصفوا بالقنابل هناك في الجبال، فليس بعزيز عليكم أن تنفقوا أموالكم في سبيل الله خاصة في رمضان.