لبنان عاشت الظلال والبساتين، لبنان عاشت الندى والطل، لبنان عاشت الثلج والزهر، عاشت الفجر والنسيم، لكنها أعرضت عن منهج الله، ما كان يؤذن في مساجدها، ما كان هناك طلبة علم يقولون: هذا منكر وهذه فاحشة، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة:79].
فغضب الله، وإذا غضب الله فإن غضبه أليم شديد، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} [هود:102] عجيب أمر القرى! القرى الظالمة إذا أخذها الله فإن أخذه أليم شديد، فأخذهم الله؛ حرب وسلب، وتقتيل وخوف ومجاعة؛ حتى سمع العالم بمآسي لبنان ودموعها وجراحتها.
لما رأت أختها بالأمس قد خربت كان الخراب لها أعدى من الجرب