ومن تلك الأمور مسألة الغناء الماجن الرخيص الذي يحبب الفاحشة والزنا، ويحبب العشق والوله، ما دخل الغناء في بيت إلا خرج منه القرآن، ولا دخل الغناء في قلب إلا خرج منه القرآن، ولا دخل الغناء في نفس ِإلا خرج من هذه النفس حب الله ورسوله، وجزاء من ترك الغناء مخافة لله أن يسمعه غناء الجنة، قيل لـ ابن عباس: ما هو غناء الجنة؟ قال: إذا اشتهى أهل الجنة الغناء، أرسل الله عليهم ريحاً باردة تهب فتصطك أغصان الجنة، فتحدث أصواتاً عجيبة، قال ابن القيم:
قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان
فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الـ إنسان كالنغمات بالأوزان
يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان