بقيت مسألة، وهي مسألة حفظ الوقت عند المسلم، قال سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون:115 - 116].
والوقت -يا عباد الله- من أغلى ما يصان، وهو أغلى من الذهب والفضة، يقول عليه الصلاة والسلام: {نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ} وهذا حديث صحيح، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن أربع} وذكر من هذه الأربع: {وعمره فيما أبلاه} فوالله لا يغادر الإنسان يوم العرض الأكبر الموقف وهو أجرد أمرد أغرل أبهم عريان حتى يسأله عز وجل عن هذا العمر، عن الدقائق والثواني، عن الساعات والأيام والليالي.
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثاني
والذكر هو العمل الصالح، وهو أفضل ما يتقرب به إلى الله عز وجل.