Q السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: ما مصير من حفظ أجزاء من القرآن ونسي منه بعض السور، أفيدونا أفادكم الله؟
صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن من أشرف الأعمال {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت:49] وفي أثر إلى عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي: [[من حفظ القرآن فقد استدرج النبوة غير أنه لا يوحى إليه]] وعنه صلى الله عليه وسلم في حديث يقبل التحسين: {عرضت علي ذنوب العباد، فلم أجد أعظم ذنباً من رجل أوتي سورة من القرآن فنسيها، لا يقل أحدكم نسيت القرآن، ولكن يقول: نُسِّيت، فإن الشيطان هو الذي أنساه} وفي حديث في سنده نظر {من حفظ القرآن ثم نسيه، لقي الله وهو أجذم} قال أبو عبيد القاسم بن سلام: معناه: أقطع لا حجة له.
إخوتي في الله النسيان له أسباب إما أن يكون جبلي، وإما أن يكون كسبي، وأكثر ما نشكو حالنا إلى الله في الكسبي، وأكبر أسباب نسيان القرآن الذنوب والخطايا والمعاصي، ومنها: ترك مراجعة القرآن، وعليك بأربع وسائل في حفظ القرآن:
أولها: أن تتقي الله وتكثر من التوبة والاستغفار.
ثانيها: أن تقلل من المحفوظ الذي تحفظه.
ثالثها: أن تراجع هذا القرآن.
رابعها: أن تعمل به، وتصلي به في نوافلك وفي فرائضك، وتطبق ما سمعت من القرآن فإنه لم ينزل إلا للعمل، ولم ينزل لقضية السمر، أو للمتعة، حاشا وكلا.