Q فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إن طلبة العلم في هذا اليوم فيهم رغبة للعمل الصالح ولله الحمد، لكن لا يستطيعون أن يطبقوا كثيراً من الأمور التي يتعلمونها من أمور الشريعة لأسباب منها ضيق الوقت، وأنه لو عمل جميع ما علمه لما بقي وقت للطلب، فما هو العمل؟
صلى الله عليه وسلم أولاً: مسألة الفرائض لا يعذر العبد على تركها أبداً، بل لا بد من القيام بالفرائض، ومن تركها فحكمه معروف لديكم ومفهوم.
يقول عمر فيما صح عنه: [[إذا أقبلت قلوبكم، فأكثروا من النوافل، وإذا أدبرت فألزموها الفرائض]].
والسنن الظاهرة لا يعذر طالب العلم ولا المسلم في التمسك بها، لأنها لا تحتاج إلى وقت، والسنن الظاهرة التي كان يقوم بها صلى الله عليه وسلم، أما مسألة النوافل فهي على الطاقة والجهد والوقت، لكن لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه} فأنا أدعوكم إلى الاقتصاد في العمل الصالح والمداومة عليه، فأنت لا تكلف نفسك فوق طاقتها {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه:1 - 2] لكن عليك بالقليل، وداوم وسوف تلقى الفتح والنجاح، والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة، قال أبو هريرة: {أوصاني صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهم حتى أموت: أن أوتر قبل أن أنام، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى}.
فعليك بالقصد والمداومة وسوف تلقى خيراً منه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.