فهذا عيدنا إخوة الإسلام! فلمن العيد إذاً؟!
العيد لمن احترم وصام رمضان، وعرف الله فيه وفي غيره
العيد لمن عادت على قلبه أنسام التوبة، وراجع حسابه مع الله.
العيد لمن صفَّى معاملته مع الله، وتاب من الزلل.
نخرج يوم العيد أيها الناس! فنتهم أنفسنا قبل اتهام الناس، ونبش للناس، ونبتسم لهم، ونعانقهم؛ لأن بيننا وبين الأحبة غيوماً تحدث من نقص البشر، ومن ذنوبهم وخطاياهم فنتهم أنفسنا بحدتنا وغضبنا ونقصنا وتقصيرنا، ونعذر إخواننا بصبرهم وإخلاصهم وتضحيتهم فنعود متفوقين ناجحين، فهذا هو عيدنا.
إذاً فإن أعيادنا إنما هي عيد الفطر وعيد الأضحى ويوم الجمعة، وأما أعياد الذي لا يعقلون، الذين أخذ الله سمعهم وأبصارهم وختم على قلوبهم، فعيد الشجرة ينبتونها ويسقونها، ثم يقتلون من يسقي الشجرة.
وعيد المرأة؛ وهم الذين كفنوها ودفنوها وأقاموا على جثتها مآتم.
وعيد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهم الذين أماتوا سنته، وذبحوا تعاليمه، وعطلوا شرائعه في الأرض.
وأعياد كثيرة تفوق الحصر؛ لا يمكن أن تقال، يفهمها اللبيب، ويعرفها الأريب، ويدركها الأديب.
يا عباد الله! ننتظر العيد بكل فرحة، ونأمل من الله أن يعيد لنا كرامتنا ومجدنا وعظمتنا وسؤددنا؛ حتى نكون دعاة خير، ورسل هداية، ومشاعل حق، وقادة ركب، وأساتذة عالم، ولا نكون متأخرين، ولا فاشلين، ولا ضالين مضلين.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم