ومن المحرمات الغيبة والنميمة وشهادة الزور.
شهادة الزور قرنها الله بالشرك: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج:30].
شهادة الزور: كادت تتشقق لها السماء، شهادة الزور: تزول لها الجبال، شهادة الزور: ضُلِّلَ بها القضاة، قضاتنا وعلماؤنا في المحاكم ضُلِّلُوا بواسطة شهادة الزور، شاهد الزور: أخذ من الظلم كالجبال، كان عليه الصلاة والسلام يقول: {ألا أخبركم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين وكان متكئاً ثم جلس قال: ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت}.
شهادة الزور فيها ثلاث مآثم وجرائم:
أولها: تضليل القاضي: القاضي يحكم على حسب ما رأى، بعض المخذولين --والعياذ بالله- أخذ في القضية عشرة آلاف وأخبر صديقه أنه شهد شهادة زور بعشرة آلاف، قال صديقه: والله الذي لا إله إلا هو لو ملأوا لك السماء والأرض ذهباً وفضة لأنت الخسران الطريد البعيد من رحمة الله إن لم تتب، عشرة آلاف، مائة ألف الدنيا وما فيها، الذهب، الفضة كاد شاهد الزور أن يكون طريداً بعيداً مغضوباص عليه من الله.
ثانيها: سلب حقوق المسلمين.
ومن المنكرات يا عباد الله! الرشوة:
قال عليه الصلاة والسلام: {لعن الله الراشي والمرتشي} وفي لفظ يروى {والرائش} لعن الله الراشي والمرتشي والرائش، الراشي: الذي يدفع الرشوة للمسئول من أمير أو شيخ أو نائب أو قاض أو أحد من الناس عنده حكم ونفع وضر فيدفع القضية عنه فملعون من دفعها ومن قبلها.
والرائش: هو الذي يسعى بالواسطة -قبحه الله- أي واسطة قبح الله وجهه في أخذه للمال وفي إعطائه للآخرين فقد خسر خسراناً مبينا، والرشوة منتشرة يوم ضعف الإيمان، ويوم ضعف أثر الصلاة في القلوب، ويوم قلت رقابة الواحد الأحد في نفوس الناس.