فيا أيها الإخوة: أوصي نفسي وإياكم باغتنام الوقت، وصرفه فيما ينفعك عند الله، وأن يكون عندك برنامج يومي، تعرف حياتك على منواله وعلى ضوئه، وتسير حتى تلقى الله عز وجل، للقرآن وقت تقرأ القرآن فيه، لمذاكرة دروسك وقت، وقت الصلاة لا تتخلف ولو تخلفت الشمس فأتت من المغرب ولم تأت من المشرق، والزيارات والجلوس مع الإخوان لها وقت خاص، وقت مطالعتك في مكتبتك وجلوسك مع كتبك، الكتب الصفراء، الكتب المجلدة كتب العلم، كتب السلف الصالح، التي عندما تركناها ورجعنا إلى المجلات الخليعة التي تعرفونها، مثل روز اليوسف وأمثالها من المجلات؛ هبطت عقولنا، وسخفت أرواحنا، وضاعت بيوتنا، ودمرت عقولنا، وساءت أخلاقنا، لما تركنا كتب التراث المجيد، كتب السلف الصالح، لما تركنا الإنتاج الهائل الذي تركه أجدادنا لنا.
من حفظ أجدادنا لنا -وتعرفون ماذا فعلوا- يقول الذهبي عن ابن عقيل أحد علماء الأمة: ألف كتاباً عدده ثمانمائة مجلد، ثمانمائة مجلد مخطوط موجود، كما يقول أهل العلم في مكتبة بون في ألمانيا، لا نستطيع نحن أن نقرأ منه مجلدات.
فالإنسان منا يعيش ويموت ولا يُشعر به؛ لأنه لم يحفظ وقته، يقول ابن عقيل: إني آكل الكعك ولا آكل الخبز.
قيل له: لماذا تأكل الكعك ولا تأكل الخبز؟ قال: " بين أكل الكعك والخبز قراءة خمسين آية".
فهم يحسبون بالآيات.