أهمية الوقت

أهمية الوقت الذي ضيعناه والعمر الذي صرفناه، يقول صلى الله عليه وسلم: {نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ} تجد الشاب صحيحاً معافى، من أسرة غنية، عنده كل أسباب الحياة، عنده سيارة وبيت، وملابس وطعام وشراب، ومكتبة ومرفهات، فتأتيه فإذا هو أكسل الناس، خاملاً لا يصرف وقته إلا في كل لهو ولعب، يتحدث مع فلان وعلان، ويركب مع من شاء، ويجلس مع من شاء، ويستمع ما يشاء، فهذا الذي خسر عمره في الدنيا والآخرة، يقول الله عز وجل: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون:115] أتحسب أن الوقت هذا الذي تصرفه، أن الله لا يسألك عنه، ولا يوقفك يوم القيامة؟ يقول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: {لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن أربع -وذكر منها- وعمره فيما أبلاه} عمرك والله لتسأل عنه دقيقةً دقيقة وثانيةً ثانية.

دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان

مجلسنا الذي جلسناه، من يوم بدأنا إلى الآن، لا يعود هذا الوقت الذي صرف فيه، ولو اجتمع أهل العالم أن يعيدوا هذا الوقت لا يعيدوه أبداً، لأنه انتهى من أعمارنا

نروح ونغدو لحاجاتنا وحاجة من عاش لا تنقضي

تموت مع المرء حاجاته وتبقى له حاجة ما بقي

ولذلك نحن نتقدم خطوة خطوة إلى الموت، وإلى الهلاك والفناء، ونحن لا نشعر.

فلا إله إلا الله كم من ساعة ضيعناها، وكم من يوم صرفناه في المعصية، وفي اللهو واللغو والإعراض عن الله، وبعدها ندَّعي أننا نحن شباب الإسلام, ونحن أمل الأمة؟!

أمل الأمة أن تقرأ وتحقق، وأن تواظب وتجد وتجتهد، ليس أمل أمة أن تقضي ساعاتك الطويلة في اللهو واللغو واللعب والغناء، ومع كل من هب ودب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015