ومن أسباب الاختلاف ضيق الأفق: بعض الناس ضيق الأفق، لا يريد أن يحاورك ولا يتسع صدره لتأخذ وتعطي معه وتورد له رأيك فهو مغلق من أول الطريق يقول لك: خطأ، لا يصح، لا يعرف إلا هذه الكلمات، فهو مستعد بهذه الطلقات يرد بها عليك، حسناً: اسمع الحجة، واسمع ماذا أقول، يقول الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [التوبة:6] اتركه حتى يسمع كلام الله، حتى يسمع النور، ويسمع الوحي، اجعل له فرصة حتى يظهر لك ما في صدره، أما أن تلقي عليه محاضرة في التعليق ثم لا تعطيه فرصة للتكلم فهذا ظلم! ولابد أن تسمع كلام الآخر وأجمع العقلاء أن صاحب الحجة لا بد أن يسمع لحجة غيره، اسمع للشافعي صاحب العقل المتنور وهو يقول: قولنا صواب يحتمل الخطأ، وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب، يقول: ويقول: والله ما ناظرت أحداً إلا وددت أن يظهر الله الحق على لسانه وكان إذا ناظر أحداً قال: اللهم سدده، اللهم ثبته، ولذلك رفع الله الشافعي وأمثاله.
يقول المتعصبون: قولنا حق، وقول غيرنا خطأ، وتجد أحدهم إذا أراد أن ينتصر لنفسه شتم المقابل -في المسائل الفرعية أقصد- واستهزأ به ونال عرضه وأسرته وكل شيء فيه.