ومن أسباب الاختلاف: فساد التصور وضعفه، فإن بعض الناس عندهم فساد في تصور الأمور وإدراكها مثل: أن يأتي بصغائر المعاصي فيجعلها كبائر، مثل إسبال الثياب يعدها الآن بعض العلماء من الكبائر لكنها ليست من الموبقات السبع التي عدها صلى الله عليه وسلم، ثم إن صاحبها لا يكفر بها، قد تجد بعض الناس يكبر هذه ويحجمها ويضخمها لفساد تصوره عن الإسلام وإلا فهي من المعاصي والذنوب، لكن هو لا يدرك حجم القضايا في الإسلام، وما هي الكبائر وما هي الصغائر وما هي أركان الإسلام وأركان الإيمان؟ فتجده يقول إذا مر برجل مسبل: أسأل الله أن يحاسبه بعدله، ثم يقيم الدنيا ولا يقعدها، فمسألة الإسبال عنده قضية الساعة مهما حدثته عن فساد المناهج، عن الخواء العقدي، عن التلوث الفكري، ما عنده إلا هذه المسألة وهو مأجور لكن قد جعل الله لكل شيء قدراً.
ضعف التصور: فإن بعض الناس يتصور بعض الأمور على غير ما هي عليه، كما فعل الخوارج يحملون آيات الكفار على المؤمنين فكلما سمعوا آية قالوا: المقصود بها أولئك وإلا فـ أهل السنة يحملون آيات الكفار للكفار وآيات المؤمنين للمؤمنين.