نحن أمة تسأل عن دم البعوضة، وتهريق دم الحسين، لبست قميص المثنى بن حارثة، وفي يدها حربة بابك الخرمي.
حج محمد عليه الصلاة والسلام ليقول للحجاج: أنا كأفقركم، ففهمها الفطناء؛ لكن أبا جهل ما حضر الموقف، نحن عرب بلا عمر، وأكراد بلا صلاح الدين، وأتراك بلا فاتح، وهنود بلا إقبال، وأفارقة بلا بلال.
وزرنا البيت أيتاماً كباراً حملنا المزعجات بلا بكاء
جسم الأمة كله جراح يوم عرفة، جؤار البوسنة والهرسك أخجل أهل الموقف، وخلاف الأفغان أزعج المحرمين، وضياع بيت المقدس نكس رءوسنا عند الصخرات، من لم تنفعه عينه لم تنفعه أذنه، ونحن كذبنا ما سمعناه بآذاننا وقد رأيناه بعيوننا.
لقد نصحتك عينك في نهار من التبيان حتى سال ماها
حج عمر فأنفق عشرين درهماً، وقد ختم بالرق على عنق كسرى وقيصر، وقد حججنا ندوس الحرير، ونستخشن الديباج، ونحن نسبح للرق في أدبار الصلوات.
أما الخيام فإنها كخيامهم وأرى رجال الحي غير رجالهم
صحن طعامنا مكسور؛ لأنه ما صنع في المدينة، وخيمتنا ممزقة؛ لأن أطنابها مستوردة، ونسينا: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} [النساء:65].
نحن ثلاثة حجاج ضاع رابعنا، حاج في عرفة وماله في البنك الربوي، وحاج في مزدلفة ولكنه بات مع نغمة ووتر، وحاج رمى الجمَرات وأشعل في قلوبنا الجمْرات، والرابع أشعث أغبر رُفعت دموعه إلى العرش.
لا تسل عن خلدي قد ضاع مني عدَّني في زحمة أو عَدِّ عني