فلا يعرف له قدوة لأن قدوة المسلم في العالم، أولها محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما التحصيل العلمي: فأضعف الناس تحصيلاً علمياً من كان مصدر ثقافته هذه الأمور، ويظن ظان أن الصحف اليومية تنمي الثقافة، وهذا خطر، الصحف اليومية أخبار، وليست علماً، ومن جعل ثقافته وتحصيله وعلمه من الصحف اليومية، فهو من أقل الناس تحصيلاً، ولا بد أن تعرف الواقع، ولا بد أن تطلع على ما يدور، ولا بد أن تقرأ حتى كتب الشر إذا أمنت وتحصنت بالعقيدة، ولم تكن خائفاً على نفسك، لكن أما أن تكون أسباب علمك وحصيلتك هذه الأمور فلا.
ولذلك تجد بعض الناس يقرأ الصحف ثلاث ساعات في المكتب، يقرأ الجزيرة، فإذا انتهى قرأ عكاظ، ثم الندوة، ثم المدينة، ثم الشرق الأوسط، ثم المسلمون، ثم ما شاء، ودائماً على هذا المنوال، لكن اسأله بعد شهر، كم في ذهنه من الآيات؟! كم عنده من الأحاديث؟! كم يحفظ من قصص؟! كم عنده من التأصيل العلمي؟! لا شيء؛ لأن الصحف ليس فيها علم، صفحتين إعلان عن الأسمنت، وصفحة عن أناس ضيعوا توابعهم، وإعلان عن العطور والكحول، من أراد أن يشتري، وسيارة تويوتا موديل جديد/ عبد اللطيف جميل، واستقبل وودع، أهذه أخبار قد تهمه! قد تنفع لكن في جانب، كذلك الصيدليات المناوبة، ودرجات الحرارة، وهذه ليست علماً، ولا بد للإنسان أن يقرأها، أما أن تكون ثقافته اليومية، فهذا ليس بصحيح، ثقافتك اليومية المصحف، ورياض الصالحين، لا بد من حزب من القرآن، وثلاثة أحاديث من رياض الصالحين تقرأها أنت وأهلك، تستمع الشريط الإسلامي، أما أن تقف على هذه، فليس بصحيح، فانتبه لنفسك.