ومنها مسح معالم الدين من القلب، فما تكرر عبد على وسائل الإفساد إلا مسحت معالم الدين، وهيبة الله من قلبه، فالذي يتحدث دائماً عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي في المجالس، ليس كالذي ينظر إلى أعداء الله من الخواجات، والمستغربين، والمستشرقين، وأذنابهم، فتصبح سيرة أبي بكر وعمر عنده لا شيء، ولذلك الآن تجد بعض الناس إذا حدثته عن أبي بكر، فليس عجيب عنده أبو بكر، فلا يعرف عن أبي بكر شيئاً، أليس أبو بكر رجل مثل الناس تولى الخلافة.
وعمر، قال عمر: سمع أنه الخليفة الثاني رضي الله عنه فيه خير، وسمعنا أنه رجلٌ طيب، فمثله مثل أحد الحمقى كما يذكرون: ذكر له إبراهيم عليه السلام، قال: سمعت أنه كان كفء.
الأحباش أتوا يعرضون في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم -أتدرون ما هي القصيدة التي عرضوا بها؟ - أخذوا الحراب يقولون:
محمد عبد صالح، محمد عبد صالح، فهو محطم كيان الوثنية، ورافع رءوس البشرية، وهادي الإنسانية.
يقولون: محمد عبد صالح، أي: فيه خير، فلذلك الذي يعيش على هذه الأمور، يمسخ معالم الدين والتاريخ من قلبه، فلا يفهم شيئاً.