ولذلك تسمى الدول النامية بالنائمة فلا ترتقي ولا تصنع ولا تنتج وسبحان الله العلي العظيم! لا تنطبق قرارات مجلس الأمن إلا على الدول العربية، ولا تركب إلا عليهم، وعييت فلا تركب على إسرائيل، الآن إسرائيل عندها مفاعل نووي، وعندها أسلحة كيماوية، ولكن يأتي القرار وينشط وسبحان الذي أنشطه، يسكر لأن أمريكا هناك بالفيتو.
أما على العراق فكل قرار يمشي، شعب العراق أصبحت الدجاجة عندهم الآن بمائة ريال لا أقولها مبالغة، قدم عراقي من الدعاة المسلمين من بغداد قال: دجاجة واحدة أصبح قيمتها مائة ريال، وقطمة الرز الصغيرة بسبعمائة ريال، وأصبح لا يجد الناس اللحم بسبب صدام المجرم, فهو الذي أتى بالإجرام وعاقب عشرين مليوناً فيهم المسلم وفيهم المصلي، وفيهم الضعيف وفيهم الفقير, ومجلس الأمن يهددهم صباح مساء من أجل صدام المجرم وهو يأكل الدجاج واللحم هو وطارق عزيز والشعب يموتون, ثم تسمع القرارات وتسمع الإعلام العربي حتى نبرة المذيع بشجاعة، قال: ولقد وصل موفد الأمم المتحدة إلى بغداد وإلى النظام، وقرر عليه الحجر، الحجر على الشعب المسكين المسلم, الحجر على الأرامل وعلى المساكين، وأما صدام فما تضرر, عليه غضب الله, صدام في قصره والشعب يحرسه.
ثم يأتون لـ ليبيا وسبحان الله ينطبق القرار! ويأتون إلى باكستان وينطبق القرار؛ لأنها مسلمة ويمنعونها من التصنيع، سبحان الله! أي: حرام على باكستان والعراق وليبيا وعلى دول العالم الإسلامي أن ينتجوا أو يصنعوا القنابل النووية والذرية والكيماوية، أما لإسرائيل فجائز: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [البقرة:85].
واحد من غطفان غشاش كان عنده مكيالان فوق الجمل, صاعان صاع صغير وصاع كبير, فإذا ذهب هو يكتال من الناس أخذ بالكبير، وإذا كال من نفسه كال بالصغير، فأنزل الله: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} [المطففين:1 - 5].
الديمقراطية تصلح في كل مكان إلا في الجزائر فهي حرام، لأن الأصوليين هؤلاء لا يصلحون للديمقراطية، سبحان الله! ينادون بـ الديمقراطية في بولندا وفي كوبا وفي كل مكان ويسعون إليها، وأما يوم وصل صوت الشعب الجزائري للمسلمين وللإسلاميين قالوا: لا.
التصويت حرام، هؤلاء الأصوليون لا يصلحون رءوسهم ناشفة، لأنهم يأتون بالكتاب والسنة إلى غير ذلك.
يعتقد الغرب أن العرب هم مفتاح الأمة الإسلامية، يقول مورو بيرجد في كتاب العالم العربي: "لقد ثبت تاريخياً أن قوة العرب في الإسلام فليدمروا العرب ليدمر بتدميرهم الإسلام" إذا دمر العرب فقل على الإسلام السلام، هذا ليس تعصباًًًً, أعرف أن في العجم من هم أخيار، وقد يكون من أفرادهم أفضل من أفراد بعض العرب، لكن في العرب قوة الإسلام ودرعه وداره وبالخصوص -ولا يغضب علينا غاضب- جزيرة الإسلام، هذه الجزيرة لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم في سكرات الموت، وفي آخر لحظة من لحظات الحياة كان يقول: {أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب} الرسول صلى الله عليه وسلم تصيبه الحمى وتعصره صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقال: {لا يجتمع دينان في جزيرة العرب} هذه جزيرة الإسلام، جزيرة الوحي، فقضية إبقاء العرب ضعفاء مسألة رهيبة, ومحزنة ومخيفة، ورأيت بعض الناس يفرحون من تطبيق القرارات على الدول العربية, وإسرائيل تكوّن نفسها وجيشها لضرب هذا الدين وهذا الإسلام، فأقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.