القضية الثانية: وهذا المشكلة تأتي من قرناء السوء، وهم قومٌ علم الله من قلوبهم الخبث فأخرهم، قوم لا أفلحوا في الدين ولا في الدنيا، قوم رسبوا في الدراسة، وفشلوا في الوظيفة، وتقهقروا في العمل، فجلسوا على الأرصفة يصدون عن سبيل الله.
تجارتهم ورقة البلوت، وأغنية، وموسيقى، ومسرحية، وغيبة، ونظرة آثمة، يصدون عن منهج الله، يتلقفون شباب الإسلام، نراهم إذا ذهبنا إلى المسجد جلسوا على الأرصفة، أهذا جزاء الجميل من رب الجميل؟
أنعم علينا بنعم، أفيكون هذا الجزاء؟
أهذا جزاء الشكر والعرفان؟
شباب أمهلهم الله في أعمارهم، وأصحهم في أجسادهم، وجدوا المال رخيصاً، أب يدفع لابنه، وهذا الابن في كل مكان ليس وراءه عمل ولا دراسة، بل معه شيطان يؤزه إلى كل معصية، فوجد سيارة فاخرة، وفلة واسعة، ولباساً ومأدبة، ودراهم متوفرة؛ فهتك الأعراض، وصد عن سبيل الله، وتعرض لشباب الإسلام يحملهم في سيارته إلى المنتزهات اللاغية، والأماكن اللاهية، إلى كل معصية، فأين الأب الحصيف؟ وأين الآمرون بالمعروف؟ وأين الناهون عن المنكر؟