التفريط في صلاة الجماعة

القضية الأولى: التفريط في صلاة الجماعة -إلا من رحم ربك- التي ما تركها صلى الله عليه وسلم وهو في مرض الموت، صلاة الجماعة التي طعن عمر بن الخطاب وهو يتلهف عليها، صلاة الجماعة التي يقول أحد السلف فيها وهو في مرض الموت وقد سمع المؤذن يقول: حي على الصلاة حي على الفلاح، احملوني إلى المسجد، قالوا: أنت مريض، قال: لا إله إلا الله! أسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لا أجيب المؤذن؟! لا والله.

فحملوه فقبض الله روحه في السجدة الأخيرة.

صلاة الجماعة التي يقول عنها سعيد بن المسيب: [[والله ليس لي من عمل بعد لا إله إلا الله إلا أني لم تفتني تكبيرة الإحرام في الجماعة أربعين سنة]] وقال الأعمش: ستين سنة.

صلاة الجماعة التي من فقدها بلا عذر فقد فقد الإيمان والنور والاستقامة والهداية والسداد، صلاة الجماعة التي قصرنا فيها جميعاً -هذا المصلي فما أمر التارك- الأب يخرج من بيته ووراءه الستة والسبعة من أهله ولا يأمرهم بالصلاة، أنا أسكن في حي مكتظ بالسكان لا يصلي معنا الفجر إلا صف أو صف ونصف أو صفان، والحارة ممتلئة ومكتظة بالمسلمين وبالموحدين، فماذا نقول لربنا غداً إذا تركنا أطفالنا وأبناءنا وشبابنا وراءنا؟ كيف يصلح الحال وصلاة الجماعة معطلة؟ كيف ينتهي الشاب عن الفواحش وما ذاق صلاة الجماعة؟ كيف يهتدي الشاب؟ كيف يسلم من المخدرات وهو لم يعرف المسجد؟ كيف ينجو من الجرائم وما دله أبوه ولا أمه على المسجد؟

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6] صلاة الجماعة حياة.

وقد شيدنا المساجد ووسعناها لكن لا يعمرها إلا القليل من الناس.

وجلجلة الأذان بكل حيٍ ولكن أين صوت من بلال

منائركم علت في كل ساحٍ ومسجدكم من العباد خالِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015