القضية الثالثة: ضياع الوقت:
والوقت غالٍ لكن عند غير المسلمين، والوقت رخيص عند المسلمين، الساعات الطويلة والسنوات المديدة يضيعها كثير من الشباب في اللهو واللعب، برنامجه اليومي من صلاة العصر في الغالب إلى العشاء لهو ولعب وخروج عن البيت، دوران في المدينة لا عمل ولا تجارة ولا وظيفة ولا كسب ولا تحصيل ولا طاعة، ثم يعود كالجثة الهامدة فيسهر مع زملائه إلى منتصف الليل، ثم يرمي بجسمه على الفراش بلا ذكر وتسبيح؛ وبلا تحميد وتهليل وبلا وضوء، ثم يلغي صلاة الفجر من برنامجه، فكيف يعيش هذا؟!
أيها اللاهي بلا أدنى وجلْ
اتق الله الذي عز وجل
واستمع قولاً به ضرب المثل
اعتزل ذكر الأغاني والغزل
وقل الفصل وجانب من هزل
كم أطعت النفس إذ أغويتها
وعلى فعل الخنا ربيتها
كم ليال لاهياً أنهيتها
إن أهنا عيشة قضيتها
ذهبت لذاتها والإثم حل
قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} [الفرقان:23] وقال تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام:94].