على سبيل المثال: ابن أبي ذئب المحدث الكبير, دخل عليه الخليفة المهدي في المسجد النبوي وهو ابن أبي جعفر المنصور , فقام له الناس إلا ابن أبي ذئب المحدث لم يقم, قال: المهدي لماذا لا تقوم لنا كما قام الناس؟
قال: والله الذي لا إله إلا هو، أردت أن أقوم لك فتذكرت قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين:6] فتركت القيام لذاك اليوم، قال: اجلس والله ما بقيت شعرة في رأسي إلا قامت, كأنه ما سمع الآية إلا تلك الفترة, لأنه غافل, وكثير من الناس يعيش في غفلة، كيف يصحو من فيه جنون في عقله؟! كيف يصحو من يمسي على الموسيقى ويصبح عليها وما سمع القرآن, وما تلذذ بآيات الله الواحد الديان, وما أتته قوارع الرحمن؟!
كيف يصحو من لا يتعهد الصلوات الخمس؟
كيف يصحو من لا يجلس في مجالس الذكر مع طلبة العلم ومع الدعاة في حلقات الخير؟ كيف يستفيد؟ كيف يعرف طريقه؟ إنه في ظلمة وفي شك وشبهة.