دخل طاوس عالم اليمن على أبي جعفر المنصور , وأبو جعفر جبار من الجبابرة, وصنديد ذبح الملوك والوزراء والأمراء, داهية من دواهي الناس لكنه ذهب إلى الله, فأتت ذبابة ووقعت على أنف أبي جعفر، وكلما أزالها عادت عليه, فتضايق! وأتى يتفاضل على طاوس الزاهد العابد, قال: يا طاوس بن كيسان! لماذا خلق الله الذباب؟
قال طاوس: ليذل به أنوف الطغاة! فسكت, قال: ناولني الدواة -الدواة يكتب بها أبو جعفر - قال: لا والله، إن كنت تريد أن تكتب بها حقاً فما أنا بخادم لك, وإن كان باطلاً فلا أعينك على الباطل, قال: خذ من أموالنا؟ قال: لا.
مالك! حلاله حساب وحرامه عقاب, ثم قام وتركه, وهؤلاء العلماء لهم عجائب مع أولئك الغافلين المعرضين.