لما حضرت هارون الرشيد الوفاة, يقولون: استعرض جيشه، ثم قال: يا من لا يزول ملكه! ارحم من زال ملكه.
والواثق الذي تولى الخلافة بعد المعتصم وقد كان بطاشاً شديداً فيه جبروت, وهو الذي قتل أحمد بن نصر الخزاعي العالم الشهير, من قادات أهل السنة والجماعة ومن وجهاء العلماء وله كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة لما دخل على الواثق فأمره الواثق بالقول بخلق القرآن, فرفض وأنكر وأبى ولم يستسلم, فتقدم إليه الواثق بالحربة، فطعنه حتى ذبحه ذبح الشاة, قال بعض المؤرخين: لما نزل الدم من أحمد بن نصر الخزاعي كتب: الله الله الله , والله أعلم.
هذا الواثق لما أدركته سكرات الموت يقول السيوطي في تاريخ الخلفاء: لما أضجعوه ومات وسلّم روحه, أتى فأر فأخذ عينه فأكلها, لماذا؟ ليرى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى الناس الجبابرة في الدنيا, فأر دخل على عين الواثق الذي كان إذا رأى إلى الإنسان شزراً أرعد هذا الإنسان، أخذها الفأر وأكلها.