وذهب ولكنه ما ذهب! أين يذهب وهو يعيش في أبصارنا وأسماعنا، وقلوبنا، وضمائرنا؟!
أين يذهب! وقد ترك لنا الحرمين والكتابين والقبلتين والبيعتين والعقبتين؟!
أين يذهب، ونحن نصلي فنتذكر قوله: {صلوا كما رأيتموني أصلي}؟!
أين يذهب، ونحن نحج فنسمع قوله معنا في كل مكان: {خذوا عني مناسككم}؟!
أين يذهب، وهو يعيش معنا في تقليم الأظافر بسنته، وقص الشارب، وإعفاء اللحية، في تقصير الثوب، والخلق، والتعامل، والصدق، والأمانة، والوضوح، والبر، والعطاء، والعفاف، والزهد، والورع فأين يذهب?
أتسأل عن أعمارنا أنت عمرنا وأنت لنا التاريخ أنت المحرر
تذوب شخوص الناس في كل لحظة وفي كل يوم أنت في القلب تكبر
قال الله عَزَّ وَجَلَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب:21].