يموت عليه الصلاة والسلام، ويبحث عن بيوته؛ فإذا هي غرفٌ لا يتجاوز طول الواحدة ثلاثة أمتار.
قال الحسن البصري: دخلت غرفته عليه الصلاة والسلام، فمددت يدي فوصلت يدي سقف الغرفة، سقفها جريد النخل.
كفاك عن كل قصرٍ شاهقٍ عمدِ بيت من الطين أو كهف من العلم
تبني الفضائل أبراجاً مشيدةً نصب الخيام التي من أروع الخيم
وما هو فراشه؟ خزف النخل، فراش واحد، إذا اشتد من الشمس والسواد غسل بالماء وصلى عليه ووسادته أدمٌ حشوها ليف، إذا نام أثرت في جنبه الشريف.
في بيته شيء من شعير من الثلاثين صاعاً معلقة في قطعة قماش عند سقف المنزل، فأين الميراث؟! يقول عليه الصلاة والسلام: {إنا نحن معشر الأنبياء لا نُورَث، ما تركناه صدقة} وزع أمواله في الناس.
أتت فاطمة إلى أبي بكر، فقالت: أعطني ميراثي من مال أبي، قال أبو بكر: لا، يقول عليه الصلاة والسلام: {لا نورث، ما تركناه صدقة} وصدق أبو بكر، وبر أبو بكر، ونصح أبو بكر، لم يوجد شيء تماماً خلفه عليه الصلاة والسلام إلا هذه البذلة، وسيف قاتل به في سبيل الله، فبحثوا في البيت فلم يجدوا شيئاً، وأتوا إليه عليه الصلاة والسلام وهو في آخر رمق من الحياة.