وفي اليوم الأخير أعتق عليه الصلاة والسلام مواليه، وبحث عن ماله في ميزانيته فوجد سبعة دنانير، ليس إلا هي عنده تسع نسوة، والأمة تحت يده، وجبال الدنيا تعرض له أن تُسير ذهباً وفضةً، ويموت عن سبعة دنانير، فيتصدقها في سبيل الله، ودرعه مرهونة في ثلاثين صاعاً من شعير كانت عند يهودي من يهود قاتلهم الله.
انظر الخسة والحقارة! {أتى عليه الصلاة والسلام إلى اليهودي، فقال: بعني شعيراً لأهلي - سبحان الله! هذا النبي الذي عرض عليه ملك الجبال، مفاتيح الجبال أن يسيرها الله ذهباً، فيقول: لا، أشبع يوماً، وأجوع يوماً حتى ألقى الله -ثم يأتي إلى يهودي ويستدين منه ثلاثين صاعاً من شعير، فيقول لليهودي: أعطني ثلاثين صاعاً، قال اليهودي: لا أعطيك إلا برهن، قال: ما عندي ما أرهنك إياه، قال: درعك الذي عليك، قال: هذا درعي} فرهنه الدرع، وما فك الدرع إلا عليٌ بعد موته عليه الصلاة والسلام.