كراهة كثرة السؤال

وكثرة

Q وهو الذي يسأل العلماء تعنتاً، فيعنتهم بالمسائل، لا لقصد الاستفادة، وهذه توجد عند الشباب بكثرة يقول: هذا الشيخ شاب، وبادئ في العلم، وأنا سآتي له بمسألة توقفه عند حده وتخجله في المجلس! فهذا منهي عنه، وما يفعل ذلك إلا الذي في قلبه مرض، نعوذ بالله! فيقول: يا شيخ! ما رأيك في أطفال أهل الفترة؟ أو ما رأيك في أطفال المشركين؟ أو ما رأيك في دوران الأرض حول الشمس، والشمس حول الأرض؟ فهذه من المسائل التي لا يستفاد منها.

ونحن نقول له: رأينا فيك كرأي عمر في صبيغ بن عسل، حينما أتى بهذه المسائل فقال له عمر: انتظر، ثم أرسل عسب النخل فرشه بالماء، وقال: والله لا يحول بيني وبينه أحد، فضربه عمر ضربةً حتى أغمي عليه، ثم رش الرجل بالماء واستفاق، يقول: أصبحنا وأصبح الملك لله، ثم ضربه عمر ضربةً، حتى أغمي عليه، فرشه عمر، ثم قال: يا أمير المؤمنين إن كانت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً، وإن كنت تريد دوائي فقد شفيت والحمد لله.

فهذا العلاج لا يخرج إلا من صيدلية عمر.

فبعض الناس يأتي بمسألة يتعنت حتى يحرجك أمام الناس ويخجلك، وهذا من كثرة السؤال، قال مالك في السؤال عن الأغلوطات -أي: أغلوطات المسائل الصعبة-: ونهينا عن التكلف، فمن فعل ذلك فقد أساء وتعدى وظلم.

فقد تجد الرجل لا يعرف سجود السهو، لكنه يسأل عن مسائل ما وقعت، يقول: يا شيخ! ما رأيك في أهل القطبين، القطب الشمالي والقطب الجنوبي كيف يصلون؟ فتجيبه بجواب، فيقول: لا.

هذا خطأ، وكيف يصومون؟ فتجيبه فيقول: لا.

هذا خطأ إذاً طالما تعرف الجواب فلا تخطئنا.

وإذا قلت له: سجود السهو قبل السلام أم بعده؟ فيقول: لا أدري.

هذا الذي هو دائماً معك في كل صلاة، وأما أهل القطبين فلا يمرون بك ولا في العمر مرة، فلماذا تتشاغل بهم؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015