وفي الأخير حضرته الوفاة وهو أمير, فأتوا ينظرون إلى ميراثه فإذا هو شملة وعصا وصحفة! شملة يفترشها له ولضيوفه ويجلس عليها في محكمته، وعصا يتوكأ عليها ويخطب عليها ويحتمي بها، وصحفة يأكل فيها ويغتسل ويتوضأ بها؛ فبكى سلمان وهو في سكرات الموت.
فقالوا: ما لك تبكي؟ قال: لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لنا: {ليكن زاد أحدكم من الدنيا كزاد الراكب} ونحن أكثرنا من الدنيا.
قالوا: غفر الله لك وأي إكثار من الدنيا؟! قال: أتتهاونون؟ إني أخاف أن أسأل يوم القيامة عن هذه الشملة والعصا والصحفة!! رضي الله عنهم وأرضاهم، هؤلاء هم الذين عرفوا الطريق إلى الله.