عمر يستلم مفاتيح بيت المقدس

وقليلاً قليلاً وإذا بالجمل يقدم، وعليه عمر، ولما اقتربوا من بيت المقدس قال عمر: انتهت عقبتي أنزل واركب أنت، قال: يا أمير المؤمنين! وصلنا، قال: والله لتركبن، قال: يا أمير المؤمنين! الناس ينظرون، يظنون أني أنا الخليفة، قال: ولو ظنوا ذلك، فنزل رضي الله عنه وركب الخادم، وأتى عمر ولما اقترب من المدينة -وعودوا إلى ابن كثير وابن جرير واسمعوا ماذا قالوا- فأخذ عمر يرفع ثيابه من الطين خوف أن تتبلل ثيابه وهو يقود الجمل، فقال النصارى: من هذا؟ أمبشرٌ بقدوم الخليفة؟ -يعني: هذا الجمل وصاحبه أتى يبشر اقتراب الخليفة؟ - قالوا: هذا هو الخليفة.

قالوا: هل هو الذي على الجمل؟

قالوا: كلا.

هو الذي يمشي على الأرض ويقود الجمل، فضج الناس بالبكاء، وفتح بيت المقدس، والتقى بالصحابة هناك، وقال لـ بلال: أذن؟ قال: يا أمير المؤمنين! ما أذنت لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: عزمت عليك أن تؤذن هذا اليوم، فرفع نداء الحق، ورفع صوته الخالد يؤذن، فبكى عمر وبكى الناس.

تلك المكارم لاقعبان من لبن وهكذا السيف لا سيف ابن ذي يزن

وهكذا يفعل الأبطال إن غضبوا وهكذا يعصف التوحيد بالوثن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015