الجمع بين أربعين عاماً وخمسين ألف سنة

المسألة الثالثة: كيف الجمع بين أربعين عاماً وخمسين ألف سنة، يقول آدم عليه السلام لموسى: {كيف تلومني على شيء قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة} بينما يقول صلى الله عليه وسلم: {إن الله كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة} فكيف نجمع بين هذا وهذا؟

قال أبو الفرج ابن الجوزي: الجمع بينهما أن يقال: إن الله عز وجل كتب المقادير وكتب القضاء في أزمان متفاوتة سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، بعضها كتبها قبل أن يخلق الخلق بأربعين عاماً وبعضها بمائة عام، وبعضها بخمسين ألف سنة فهي في أزمان متعددة، لكن أطولها أجلاً خمسين ألف سنة، وبعضها كتبها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في اللوح المحفوظ، وكتاب آخر: إن رحمته سُبحَانَهُ وَتَعَالَى سبقت غضبه، لكن السؤال الثاني: كيف عرف موسى أن المدة أربعون عاماً أين هذه الكتابة التي يقول آدم لموسى؟ أين وجدها؟ هل قرأ موسى اللوح المحفوظ؟ هل اطلع على الغيب؟

نعم.

أطلعه الله على شيء من علم الغيب في التوراة، التوراة كتبها الله بيده سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، خطاً وكتابةً تليق بجلاله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فقول آدم: يا موسى! أنت في هذا المستوى من الفهم والعقل والفضل وتلومني على شيء أنت وجدته في التوراة، بكم وجدت الله كتب علي هذا؟ قال: بأربعين عاماً، فسكت موسى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015