المسألة الثانية: لماذا خص موسى بالمحاجة من بين الأنبياء؟ لماذا تقدم موسى وتبرع أن يحاج عن البشرية وعن الذرية مع أبيه وأبينا عليه السلام بهذا؟
قيل أولاً: لأن موسى صاحب مناظرة ومحاجة، فحياته دائماً الصراع بين التوحيد والشرك، وبين الضلال والهدى، وبين الرشد والغي، ولذلك يقول بعض علماء الإسلام: كاد القرآن أن يكون لموسى، لا تقرأ في السورة قليلاً إلا وتسمع: ولقد أرسلنا موسى، ثم يذكر محاوراته ومجادلاته لأهل الباطل، فلما تربى على هذا رشح إلى أن يناظر آدم عليه السلام، وقيل لأنه بعث بالفرائض الشديدة والتكاليف، ولأنه صاحب شريعة، فهو الذي ناظر آدم عليه السلام.