في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم: أن رجلاً قتل تسعة وتسعين نفساً -وهذا معروف ومشهور- فأتى إلى الرجل الراهب قال: هل لي من توبة؟
قال: لا! ليس لك توبة.
سبحان الله! من يغلق باب التوبة عليه؟!
باب فتحه الله عز وجل يغلقه هذا العبد!
إن الملوك إذا شابت عبيدهم في رقهم أعتقوهم عتق أبرار
وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً قد شبت في الرق فاعتقني من النار
قال: ليس لك توبة، فقتله فوفى به المائة.
وذهب إلى عالم، قال: هل لي توبة؟
قال: نعم، ومن يغلق عليك باب التوبة؟!
وباب التوبة فتحه الله حتى تطلع الشمس من مغربها، فتاب إلى الله.
قال: إني أرشدك أن تخرج من قريتك التي أنت فيها لأنها قرية سوء.
وبعض القرى سيئة ظالم أهلها بعض القرى لا يعينونك على طاعة الله.
فخرج من القرية، ولما أصبح في منتصف الطريق أتته سكرات الموت فمات، فنزلت ملائكة العذاب وملائكة الرحمة فاختصموا فيه، ملائكة الرحمة يقولون: خرج تائباً منيباً إلى الله، فجزاؤه أن يدخل الجنة، وملائكة العذاب يقولون: ما عمل لله عملاً صالحاً، وجزاؤه النار، فأوحى الله إليهم أن قيسوا ما بين المسافتين، فإن كان أقرب إلى القرية التي خرج إليها فهو منها، إن كان أقرب إلى القرية التي هو خرج منها، فهو من أهل النار.
فأتوا يقيسون المسافة، فأوحى الله إلى تلك القرية أن تقاربي، وإلى تلك القرية أن تباعدي، فكان من أهل تلك القرية السعيدة، فكان من أهل الجنة.
فيا الله رحمتك! ويا الله عونك للملهوف الضعيف المذنب يوم لا يجد راحماً إلا الله!
عطاءُ الله ممنوح، وبابه مفتوح ونواله يغدو ويروح.