الفقرة الثانية: دول العالم الثالث التي يصنف فيها دول العالم العربي والإسلامي كلها، أو دول العالم النامي، أو الدول النامية، أو الدول المتخلفة.
هذا العالم الثالث دوله ما علاقتها بالمبادئ؟ أي: هل هي صاحبة مبادئ ثابتة أم أنها تتحول وتتشكل في المبادئ؟ ومن هي الدولة من دول العالم الثالث صاحبة المبادئ الثابتة التي لا تتغير؟ خذوا من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب من هذه الدول النامية، خذوا علاقتها الدولية وعلاقتها بشعوبها، هل هي لديها مبادئ لا تتغير؟ هل هي ثابتة مثلاً في عدائها للشيوعية؟
في علاقتها السياسية بالدول الأجنبية، هل دول العالم الثالث ثابتة، بمعنى أنها صاحبة مبدأ تقول: الشيوعية إلحاد وكفر بالله، ونحن أصحاب مبادئ إسلامية لا علاقة لنا بـ الشيوعية، هل هذا مبدأ، ومتى يكون مبدأً؟
إذا كان على مر الزمن، وعلى مر الأحقاب، وعلى مختلف الفترات لا يتغير فهو مبدأ، ولكنك تجد من دول العالم الثالث من هي شيوعية تماماً، متحالفة مع الشيوعية، فإذا بها تتحول مائة وثمانين درجة لتصبح رأسمالية، سبحان الله! أين المبادئ؟!
هذا مثال، وأريد من هذا المثال أن أصل إلى تقرير ثانٍ مبني على الأول، والأول وصلنا منه إلى أن معنى السقوط هو سقوط المبادئ.
الثاني: أن دول العالم الثالث ساقطة بمعنى: أنه لا مبادئ لها، وإذا أردنا أن نطبق، فخذ أي مجالٍ من المجالات، ستجد أنه ليس هناك مبادئ تحكم، دول العالم الثالث، بل تجدها حليفة لليسار ثم إذا بها حليفة لليمين، تجدها شيوعية فإذا هي ليبرالية، تجدها دولة ديمقراطية وإذا بها دولة بوليسية قمعية، تدعو إلى تعدد الأحزاب، وإذا بها مرة أخرى تخرج الدبابات في الشوارع، فلماذا؟
لأنها ساقطة ليس لها مبادئ ثابتة، وسقوط الشيوعية هو في مثل هذه الصورة نموذج، الدول التي ليست لها مبادئ ثابتة هي أيضاً في طريقها للسقوط.