هذا كلام الشيخ: سعيد بن زعير.
نقطة أبدأ بها بعد الحمد لله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم: تكرر الحديث عن سقوط الشيوعية فما المقصود بالسقوط، وماذا نعني بهذا السقوط؟
وما دلالة السقوط؟
وما هو مفهوم السقوط إن كان هناك سقوط؟
وما هو المفهوم للسقوط إن لم يكن هناك سقوط أيضاً؟
متى نقول: إن نظرية أو نظاماً أو فكراً أو دولة سقطت، فسقوط المبادئ سقوط فكري وسقوط عقلي وسقوط معنوي، وسقوط منطقي، ليس بالضرورة سقوطاً مادياً، وإن كان السقوط المادي بعده هو الخاتمة والنهاية، سقوط الشيوعية في تبدل درجة التمسك.
الشيوعية مبنية على نظرية مادية، بدأها الشيوعي ماركس وهيجل وهي نظرية مادية جدلية، ثم تغيرت وآخر أشكال التغيير ما قام به جرباتشوف، وإن كان جرباتشوف شيوعياً، بشكل جديد للشيوعية، وإلغاء المبادئ في الشيوعية وهدم لبعض الأساسيات في الشيوعية، فماذا يعني السقوط في المبادئ؟
هو أن يغير أصحاب المبادئ مبادئهم، لو كان الفكر الشيوعي صحيحاً ما غيره أصحابه، ولذلك إذا رأينا أصحاب المبادئ يغيرونها فهو السقوط، وسوف آخذ هذا المبدأ أو هذا القول فيما يتعلق في سقوط الشيوعية وهو التبدل في المبادئ، تغيير المبادئ، هدم فكرة وإبدالها بأخرى عند الشيوعيين، قد يستمر الاتحاد السوفيتي، قد يوجد جرباتشوف وقد يوجد بعده من هو أشد منه تبديلاً، لكن هذه دلالات على سقوط الذين يحرمون الناس في الاتحاد السوفيتي من التملك في بداية الشيوعية يمنعون أن يكون لك بيت، يمنعون أن يكون لك أي شيء من وسائل الإنتاج، هذا المبدأ الأصلي، وإذا به يتغير ويقبلون التملك لوسائل الإنتاج وللمزارع، لماذا بدلوا؟ لأنهم علموا بأن الذي كانوا عليه غير صحيح، وهذا هو السقوط، دعنا من رأي الرأسماليين أو رأينا نحن المسلمين، هم أنفسهم أحسوا بأن الأسس التي قام عليها النظام الشيوعي غير صحيحة، وهذه قمة السقوط.
سقوط الشيوعية معناه: اقتناع الشيوعيين أنفسهم بأن الشيوعية غير صحيحة ولو لم نجد أحداً من الشيوعيين كتب بأن الشيوعية غير صحيحة، فهذا هو السقوط الحقيقي، صاحب الفكرة استبدلها بفكرة أخرى، هذا السقوط الذي حدث للشيوعيين هل سينطبق على غيرهم؟
عندما بدل الشيوعيون مبادئهم، وقلنا: إن هذا هو معنى السقوط؛ فهل سينطبق هذا السقوط على غير الشيوعيين؟
نحن المسلمين نقول: نعم.
لكنَّ الشيوعيين والرأسماليين وأصحاب المذاهب غير الإسلامية، يقولون: ما دليلكم؟
أنا وأنتم يكفينا الدليل عندما نقول: يقول الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ} [الأنبياء:18] أنتم تؤمنون بهذا وتقبلونه؛ لأنكم تحترمون المصدر الذي جاء منه القرآن، وبأن الله سيقذف الحق على الباطل فيدمغه، لكن أصحاب الفكر الشيوعي المادي، بل وأصحاب الفكر الرأسمالي المادي لا يؤمنون بأدلة تأتي من مصادر نحترمها نحن، لذلك سوف نأخذ دليلاً على ذلك وهو حادث الشيوعية دليلاً على البقية- ما الفرق بين الشيوعية والرأسمالية؟
ولا أريد ما يقال لنا في المدارس؛ لأن الكلام الذي يقال لنا في النظم وفي النظريات كلام ميت لا يحيي في النفوس شيئاً، عندما تدرس النظرية الشيوعية أو تدرس النظرية الرأسمالية، أو يدرس الاقتصاد الشيوعي أو الرأسمالي في مواد الثقافة الإسلامية تدرس تدريساً ميتاً، أقول لكم: ما الفرق ليس مما نقرأ في الكتب، ولكن مما نعايشه في الواقع، ما الفرق بين الشيوعية والرأسمالية؟
أقول: إنه لا فرق بينهما، عندكم أنتم ينبغي ألا يكون فرق بينهما، لِمَ؟
لأن الشيوعية والرأسمالية فكر ضال غير مهتدٍ بعيد عن هدي الكتاب والسنة.
الشيوعية والرأسمالية، كلاهما نظام ينظم للناس شئون حياتهم بعيداً عن القرآن وعن السنة، وكل منهج بعيد عن الكتاب والسنة، فهو عندنا ضلال وسقوط، وإن سقط اليوم أو غداً أو بعد غد، وإلا سوف يأتي يوم من الأيام ونقذف بالحق على الباطل فيدمغه؛ شيوعياً أو رأسمالياً أو قومياً أو من أي مصدر، قال تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} [الإسراء:81] قالها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، قبل الفتح وهو في مكة قبل أن يهاجر لم يقل هذا للكافرين، لكن في قرارة نفسه أنه سيأتي يوم من الأيام وتقال هذه الآية وتسقط الأصنام، كل نظام على وجه الأرض لم يقم على الكتاب والسنة فهو ساقط، دليله عندنا من القرآن قال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء:18] ودليله للماديين الذين لا يؤمنون بالقرآن: سقوط الشيوعية نفسه، سقطت الشيوعية لأنها مقطوعة الصلة بالله، وستسقط الرأسمالية وغيرها من المبادئ، وكل مبدأ ينظم حياة الإنسان أو حياة المجتمع بغير هدى الله؛ فإنه سوف يسقط، المسألة مسألة زمن فقط، والله سُبحَانَهُ وَتَعَالى هو الذي يقدر الزمن الذي تحتاجه الشيوعية لتسقط، وكذلك الرأسمالية والعلمانيون الأذناب في بلاد المسلمين، المسألة مسألة زمن، وكل هؤلاء من الساقطين، هذه واحدة مما يتعلق بمعنى السقوط