مصيبة البرامكة

البرامكة وزراء بني العباس كانوا في نعيم بلغ بهم الترف إلى أن أخذوا قصورهم وطلوها وموهوها وزوقوها بالذهب، ترف وبذخ، وإلا لماذا لا يضربه بالجص؟

ولذلك شاة إيران يقول: كان مقعده في دورة المياه من ذهب خالص: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ} [القصص:81] وإلا لماذا لا يجعل مقعده ودورة المياه مثل الناس، فهؤلاء طلوا كل القصور من الذهب فكانت تلمع مع الشمس، ومرت الأيام، وفي ساعة واحدة قرر هارون الرشيد أن يستولي عليهم فسفك دماءهم، وجعل أطفالهم في السجون، واستولى على أموالهم، وترك أباهم يحيى بن خالد الشيخ الكبير في السجن سبع سنوات، حتى يقول: والله ما رأيت الشمس سبع سنوات، وطالت أظافره وشاربه، حتى اختلط بلحيته وكان يبكي حتى أغمي عليه، فدخل عليه أحد أبناء أبنائه فقال: "يا جداه! ما هذه المصيبة التي حلت بنا؟

قال: دعوة من مظلوم سرت في ظلام الليل، غفلنا عنها وما غفل الله عنها" انظر إلى التعبير! سرت في ظلام الليل غفلنا عنها وما غفل الله عنها، قيل لـ علي بن أبي طالب: [[كم بين الأرض والعرش؟ قال: دعوة مستجابة]]

إلى ديان يوم الحشر نمضي وعند الله تجتمع الخصوم

سجن المهدي أبا نواس الشاعر، ويوم أودعه في السجن كتب له قصيدة قال فيها:

أما والله إن الظلم شينٌ وما زال المشين هو الظلوم

إلى ديان يوم الحشر نمضي وعند الله تجتمع الخصوم

فلما قرأها قال: أطلقوه أطلقوه، فهذه نكبة البرامكة التي عنون لها العلماء ورثاها الشعراء وبكاها الأدباء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015