وحدثنا أحد المحسنين في الرياض -وهو ثقة مشهور- يقول: التقيت ببعض التجار الكبار في الكويت قال: وكنت أوزع بعض المال وأباشر على الناس عندما خرجوا من الحدود، وهم في مجاعة وفي ظمأ وضنك لا يعلمه إلا الله، وفي وسط الشمس، فوجئت بأحد التجار الكبار، بل هو من أكبر التجار في الكويت، فتجاهلت أنا حتى لا أحرجه ولا أخجله، فمددت له بمائة ريال يشتري بها ماء وببسي وبارد، فنظر إلي ثم دمعت عيناه، وقال: أنا والله ما تعودت آخذ وإنما تعودت أعطي، والله ما خرجت بشيء من الكويت، وإني تركت أموالي ملايين مملينة، ولكن فصبرٌ جميل والله المستعان.
يقول: ابن عيذون وهو يرثي ملوك الأندلس يقول:
الدهر يفجع بعد العين بالأثر فما البكاء على الأشباح والصور
أنهاك أنهاك لا آلوك موعظة عن نومة بين ناب الليث والظفر
يقول: احذر من الدمار، واحذر من المخالفات، فإن الله للعصاة بالمرصاد، {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:14].