ومن عقوباتها: أنها تزرع أمثالها ويتولد بعضها من بعض.
وقد سبق هذا، وأن جزاء المعصية معصية، وأن العبد يعصي فتأتي هذه بأخواتها حتى يصبح عاصياً، قال أهل العلم: الزنا أوله نظرة أو سماع.
إذاً: فاحشة الزنا، التي كادت السماوات أن تتحطم على الأرض من أجلها أولها نظرة، وقالها الشاعر:
نظرة فابتسامة فسلام فكلامٌ فموعد فلقاء
نعوذ بالله من ذلك، يقول عن نفسه ويتمدح أمام الناس: أول ما أتى هذا اللقاء أني نظرت، ثم تبسمت، ثم تكلمت، ثم وعدت، ثم لاقيت، ثم فعل الفاحشة، ثم أغضب الله، ثم استحق لعنته، ثم دخل النار.
فتولدت هذه المعصية من شيء بسيط هو النظر.
وقد تكون بسبب السماع، قال ابن القيم: الغناء بريد الزنا.
وما أدمن عبد على الغناء إلا وقع في الزنا، وإنما تجد المغنين والمغنيات والراقصين والراقصات، والمسرحيين والمسرحيات، والممثلين والممثلات، الأحياء منهم والأموات إلا أهل فواحش ورذائل كظلام الليل، بل هم سقطة المجتمع، وهم الذين سيروا الزنا في العالم، وهم الذين أنتجوه وصدروه، وهم الذين أدخلوا الشريط الغنائي والمسلسلات والمسرحيات إلى البيوت، حتى أوقعوا جريمة الزنا بين الرجل والمرأة.
وما تظن برجل يتوله ويقول: يا حبيبتاه! وقمره وقرة عينه لا أقر الله عينه إلا بنار جهنم؟!
وما تظن بإنسان يشتكي دائماً الهجر والقطيعة والهيام، وأنه دائماً سهران الليل ومعذب وما عرف الطريق، وأنه محروم ومنحرف وضال وموله؟! هل ترى هذا الرجل إلا رجلاً أُطفِئت بصيرته فما استفاق وما شعر، فهؤلاء أراذل الناس.