ضعف إرادة التوبة

ومن آثارها: أنها تضعف إرادة التوبة حتى لا يجد الإنسان إرادة للتوبة.

وإذا بلغ الإنسان هذه الدرجة فقد بلغ الهلاك والعياذ بالله فإذا صار إلى درجة أن يقال له: تب إلى الله.

فيقول: ما أستطيع أن أتوب.

أو يئس من روح الله فقد بلغ الهلاك، ويوجد صنف من الناس يبلغ من الذنوب من أخمص قدميه إلى رأسه، فيدعى للتوبة فلا يتوب ولا يستجيب ولا يعود، ويعرض ويقول: ما أستطيع أن أتوب، ولا يرحمني الله، أنا مذنب وانتهيت، ولو تبت ما قبلني الله.

لا إله إلا الله! قال الله تعالى: {إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} [يوسف:87] وقال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53]

فالمعاصي تضعف إرادة التوبة، حتى إن بعضهم يجزم ألا يتوب إلى الله، وبعضهم يذكر أعذاراً ويقول: إن الله قدر علي الذنوب، ولو أراد الله بي خيراً لهداني، فإن شاء أن يعذبني عذبني وإن شاء أن يرحمني رحمني، ويقول: لا ذنب لي، كل شيء هو من الله.

فهذا محروم من وجهين: بوقوعه في الذنوب، ولأنه عارض القضاء والقدر، والله لا يرضى المعاصي ولا يحبها وإنما يبغضها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى ولو قدرها وقضاها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015