تربية الروح

يا أيها الجندي المسلم إن هذه الروح لابد أن تهتم بها أكثر مما تهتم بالجسم، لقد وجد في أوساطنا -يا أيها الجنود البواسل- من يهتم بجسمه ونظارته وملابسه وقصره وسيارته أعظم مما يهتم بروحه.

يقول أحد المربين واسمه أبو الفتح:

يا متعب الجسم كم تسعى لراحته أتعبت جسمك فيما فيه خسران

أقبل على الروح فاستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

والله عز وجل لا ينظر إلا إلى القلوب، جاء في صحيح مسلم: {إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم} هذا القلب يوم أن يصدق ويخلص إيمانه يرزقه الله أكثر مما يتمنى.

قتل عبد الله بن عمرو بن حرام بثمانين ضربة، فأتى ابنه يبكي وهو مقتول فقال عليه الصلاة والسلام: {ابك أو لا تبك على أبيك، والذي نفسي بيده، ما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى رفعته} ثم قال عليه الصلاة والسلام: {يا جابر! والذي نفسي بيده لقد كلم الله أباك كفاحاً بلا ترجمان} والحديث حسن، فيقول الله لهذا الجندي الذي قتل شهيداً: تمن علي فيقول: -وانظر إلى الأمنية- أتمنى أن تعيدني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية، قال: إني كتبت على نفسي أنهم إليها لا يرجعون فتمن.

قال: أتمنى أن ترضى عني فإني قد رضيت عنك، قال الله عز وجل: فإني أحللت عليك رضواني لا أسخط عليك أبدا، فجعل الله روحه وأرواح إخوانه في حواصل طير ترد الجنة فتشرب من مائها وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

ومن الذي باع الحياة رخيصة ورأى رضاك أعز شيء فاشترى

أم من رمى نار المجوس فأطفئت وأبان وجه الصبح أبيض نيرا

ومن الألى دكوا بعزم أكفهم باب المدينة يوم غزوة خيبرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015